أعلن رئيس الحكومة التونسية المكلف هشام المشيشي عن قراره بالذهاب نحو تشكيل حكومة كفاءات مستقلة، بعيدا عن دور الأحزاب البرلمانية فيها.
وقد ابتعد المشيشي عن دعوات وجّهتها له أحزاب كبرى لتكوين حكومة سياسية تراعي نتائج الانتخابات التشريعية.
وأعلن رئيس الوزراء المكلّف أنّه سيمضي في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة غير متحزبة.
وبرّر قراره باستحالة إيجاد صيغة لتكوين حكومة تجمع الأطراف السياسية المتناحرة، في ظل تباين المواقف بين الفرقاء السياسيين وغياب ضمانات لأي استقرار سياسي للحكومة المقبلة.
وأكّد المشيشي فقدان ثقة المواطن في قدرة النخب السياسية على تلبية أبسط حاجياته.
وأشار إلى أنّ الواجب الوطني والمسؤولية يحتمان عليه تكوين حكومة إنجاز اقتصادي واجتماعي.
وقال إنّ الحكومة التي سترى النور ستكون مستقلة تمامًا، وبعيدة عن منطق التجاذبات والخصومات السياسية.
وشدّد المشيشي على ضرورة أن يتوفر في أعضاء حكومته شروط النزاهة والنجاعة والجاهزية.
ويأتي هذ الإعلان بعد أن كانت أحزاب سياسية كبرى، من بينها حزب النهضة، قد دعت إلى تشكيل حكومة سياسية تراعي التمثيل البرلماني.
وقال القيادي في “النهضة” علي العريض إنّ حركته متمسّكة بتشكيل حكومة سياسية تراعي حجم الأحزاب داخل البرلمان.
وقال معلّقًا على حكومة المشيشي: “أعتبر أننا ماضون بشكل تدريجي في الابتعاد عن الديمقراطية”.
وبيّن العريض أنّ الموقف النهائي لحزبه سيتحدد على ضوء اجتماعات بين قيادات الحركة وأخرى مع الكتل البرلمانية.
وفنّد القيادي بحركة “النهضة” حجّة رئيس الحكومة المكلف باستحالة تشكيل حكومة حزبية بسبب غياب الانسجام بين الأحزاب والكتل البرلمانية.
وقال إنّ حجّته “مردودة عليه”، مذكّرًا بأنّ “النهضة” كانت قد رشحت سابقًا شخصيات سياسية وبتوافق أكثر من 140 نائبًا.
من جانبه، قال رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف: “إنّ قرار المشيشي بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة في البرلمان يعدّ انقلابًا على إرادة الشعب وانحرافا بالأمانة”.
وأشار إلى أنّ قرار رئيس الحكومة المكلّف بشتكيل حكومة مستقلين لم يكن خياره “بل فُرض عليه فرضًا” من داخل قصر الرئاسة.
وقال إنّ هدف هذه الخطوة “ترذيل الأحزاب، وتهميش نتائج الانتخابات التشريعية”.
بدوره، عبّر الناطق باسم حزب “قلب تونس” محمد الصادق جبنون عن قلقه من وجود منحى لتغييب دور الأحزاب البرلمانية.
وبيّن جبنون أنّ مسألة غياب حزام سياسي وبرلماني داعم لحكومة الكفاءات التي سيقودها المشيشي ستطرح إشكالات كبرى.
يشار إلى أنّ رئيس الحكومة المكلّف سيواصل يوم الثلاثاء مشاوراته مع الأحزاب السياسية.
ومن المنتظر أن يلتقي المشيشي قيادات عن كتل حركة “النهضة” و”قلب تونس” و”ائتلاف الكرامة” و”الكتلة الديمقراطية”.
اقرأ أيضا| الرئيس التونسي يكلف هشام المشيشي بتشكيل حكومة جديدة
الرابط المختصر https://arabictrend.net/?p=7523