أثينا – عربي تريند| قال خفر السواحل اليوناني إنه لا جديد حتى اللحظة في عملية إنقاذ مركب صيد يعتقد أنه يقل مئات المهاجرين جنوب غرب كريت قرب سواحل اليونان.
وأفادت ناطقة باسم خفر السواحل إن نداء الاستغاثة وصل بأن ما بين 400 و500 شخص بمتن المركب والرياح العاتية تعرقل عملية إنقاذهم.
وبينت أنه “يمكنهم رؤية المركب الذي جنح. هناك عدد كبير من الأشخاص على متنه”.
وذكر خفر السواحل أنه تلقي نداء استغاثة بعد وقت قصير من منتصف ليل الاثنين.
فيما سفينتي شحن قريبتين وناقلة ومركبي صيد إيطاليين تساعد فرق الإغاثة في اليونان.
وتعد اليونان وإيطاليا وإسبانيا وجهات مفضلة للهاربين من أفريقيا والشرق الأوسط بحثا عن الأمان وفرص حياة أفضل في الاتحاد الأوروبي.
ويقول مسؤولو الهجرة اليونانيون إن المهربين باتوا يسلكون طريقا أطول مسافة وأكثر خطرا لتفادي دوريات الاتحاد الأوروبي في بحر إيجه لدخول إيطاليا.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الاتحاد الأوروبي لوقف حالة التمييز بين اللاجئين وتوفير آليات حماية للواصلين من الشرق الأوسط وإفريقيا.
وقال المرصد في بيان الأحد، حالة اللامبالاة تجاه الخسائر المتزايدة بالأرواح الناجمة عن غرق قوارب المهاجرين في البحر المتوسط يعكس فشلًا أخلاقيًا ذريعًا.
وذكر أنّ قاربًا خشبيًا صغيرًا بمتنه 35 مهاجرًا وطالب لجوء انقلب قبالة سواحل مدينة صبراتة الليبية الجمعة، وانتشال 6 جثث، فيما فُقد 29 مهاجرًا وطالب لجوء.
ورجح بيان الأورومتوسطي أن يكونوا قد لقوا حتفهم جميعًا وسط انعدام فرص النجاة وعدم وجود مهام إنقاذ رسمية في المنطقة.
وبيّن أنّه وثّق منذ بداية شهر أبريل الجاري، وفاة وفقدان 193 مهاجرًا وطالب لجوء في 8 حوادث في مياه المتوسط.
ونبه إلى أن ذلك بالمقارنة مع 72 مهاجرًا وطالب لجوء قضوا في نفس المدة من العام الماضي.
ومنذ بداية العام، بلغ عدد المهاجرين وطالبي اللجوء الذين قضوا وفقدوا في مياه المتوسط نحو 560.
ونوه إلى أن بينهم 53 قضوا خلال الأسبوع الأخير فقط قبالة سواحل ليبيا، بحسب إحصاءات منظمة الهجرة الدولية.
وذكر الأورومتوسطي أنّ المهاجرين وطالبي اللجوء اليائسين سيستمرون بالمغامرة بأرواحهم.
ونبه إلى أنهم يستمرون بمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم المخاطر التي قد تهدد حياتهم.
ولفت إلى أنّ الحل لا يجب أن يرتكز على صدهم وإحباط محاولاتهم، بل ينبغي البحث بسُبل إيجاد ممرات آمنة لهم.
ودعا للتخفيف من السياسات والشروط الصارمة المتعلقة بالاستقبال وطلب اللجوء.
وقال الأورومتوسطي إنّ دول الاتحاد الأوروبي استقبلت 3.5 مليون لاجئ أوكراني بأقل من شهر.
وأوضح أنها منحتهم الحماية فورًا، وتعهدت بتذليل العقبات لتمتعهم بكامل حقوقهم.
وأشار إلى أنها ذاتها تواصل وضع عقبات جديدة بوجه الواصلين من الشرق الأوسط وأفريقيا، وتبذل جهودًا كبيرة لمنعهم من الوصول.
ونبه إلى أنها تعقد في سبيل ذلك اتفاقيات مع دول المصدر لصد المهاجرين دون التفكير كثيرًا بالعواقب الإنسانية الناجمة عن ذلك.
يذكر أن المرصد الأورومتوسطي وثّق بتقرير سابق تصاعد أعداد الغرقى من المهاجرين وطالبي اللجوء وكذلك الواصلين إلى أوروبا خلال العام الماضي.
زتشير الأرقام إلى وصول نحو 116,573 مهاجر وطالب لجوء إلى أوروبا عبر البحر المتوسط بعام 2021، أي بزيادة 20% عن عام 2020.
وشهد وصول 88,143 مهاجر وطالب لجوء.
وبالمثل شهد تصاعد بأعداد الوفيات والمفقودين في البحر المتوسط.
وسجّل وفاة وفقدان نحو 1,864 شخصًا منهم 64 طفلًا، بزيادة تقدر بنحو 21% عن عام 2020 الذي قضى فيه 1,401 شخصًا.
وشدّد الأورومتوسطي على ضرورة التزام جميع الأطراف المعنية باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 والاتفاقية الدولية للبحث والإنقاذ.
ودعا إيطاليا واليونان ودول “المقصد” الأوروبية لتفعيل مهام الإنقاذ الرسمية.
وطالب بتسيير دوريات دائمة لضمان الاستجابة السريعة لحوادث الغرق.
وأشار إلى أن ذلك سيسهم بالحد من الوفيات في صفوف المهاجرين وطالبي اللجوء.
لكن حث الاتحاد الأوروبي على إنشاء آلية جديدة يُمكن من خلالها استحداث ممرات آمنة للهجرة.
وقال الأورومتوسطي إن ذلك يجب أن يؤدي بحماية المهاجرين وطالبي اللجوء من استغلال تجار البشر.
ودعا لتطوير آليات وظروف الاستقبال، وعدم التعسف برفض طلبات اللجوء.
وناشد للعمل على نحو إيجابي لإدماج المهاجرين واللاجئين بمجتمعاتهم الجديدة.