طرح الاستاذ الفلسطيني ماجد كيالي كتاب جديدا ينتقد فيها مفهوم السلاح لدى القيادات الفلسطنية.
وجاء عنوان الكتاب ( نقاش السلاح- قراءة في اشكاليات التجربة العسكرية الفلسطينية)وطرح فيها تحليلا نقديا لعموم مقومات التجربة الفلسطينية، خاصة في مالاتها بعد اوسلو وتحول منظمة التحرير من حركة وطنية كفاحية الى سلطة تحت الاحتلال.
وانتقد الكاتب الكفاح الفلسطيني المسلح منذ انطلاقته، حيث كان يعرف ( بالعمل الفدائي) باعتباره لم يتأسس على تمهيد سياسي وفكري بصففوف الفلسطينيين، اذ اقتحم ركونهم للأوضاع القائمة في مناطق انتشارهم.
وجعل من ” الرصاصة الاولى” بديلا عن اي خطاب دعائي تعبوي، وبطريقة تنظيمية تجريبية، هدفها استقطاب اكبر عدد من الشباب الفلسطيني للانخراط في العمل الفدائي، وتحديدا من القطاعات الشعبية الموزعة في الشتات الجغرافي القريب من فلسطين( الاردن وسوريا ولبنان).
وخلال تعقب الكاتب مراحل تطور التجربة المسلحة للحركة الفلسطينية، يكشف لنا عن العفوية والارتجال والتجريبية. في هذا المجال مثلا :
كان فكر القيادة الفلسطينية يعترض على الجيوش النظامية، ويعتبرها غير مؤهلة لمواجهة اسرائيل، والاسباب معروفة. غير ان الحقبة اللبنانية شهدت عسكرة وتجييش لقوات الفصائل، الأمر الذي تركها تحت رحمة التفوق التكنولوجي الاسرائيلي.
وترافق التجييش مع محاولة وهمية لخلق توازن قوى، او توازن ردع مع اسرائيل، بالسعي لامتلاك الاسلحة الثقيلة، مدفعية وصواريخ ودبابات.
وهذه تحتاج الى قواعد ثابتة، فثبت بالتجربة ان هذا الاتجاه هزمته المكنة العسكرية الاسرائيلية، اولا في لبنان( 1978، 1982). ثم في غزة اذ كررت حركة حماس ما انتهت منه حركة فتح، التسلح الثقيل، والتنظيم العسكري الثابت كالجيوش النظامية.
بدوره قال المؤلف ان الكتاب ينتمي إلى حقل التفكير السياسي، وخصص لنقاش مسيرة الكفاح المسلح، أو التجربة العسكرية الفلسطينية، باعتبارها، من أعقد المواضيع، وأصعبها، بما لها من مكانة في تاريخ الفلسطينيين وما تحتمله من معاني وما تختزنه من معاناة وتضحيات وبطولات.
وأضاف: ولأن تلك المسيرة ظلّت بمثابة صندوق مغلق يحرّم فتحه، أو إخضاعه للنقد والمساءلة، مع إبقاء وقائع تلك المسيرة من دون سجلات، وثائق، أو إحصائيات.
وتابع : الكتاب يوضح بأنه رغم مرور 55 سنة على تلك التجربة فإنها مازالت تفتقد لأي بعد تأسيسي أو تنظيري لها، وأنها أثمرت، وأدت دورها، حتى منتصف السبعينيات باستنهاض شعبنا، وتوحيده حول منظمة التحرير، وبالاعتراف الدولي والعربي بالمنظمة، فبعد ذلك لم يتم إضافة اي جديد رغم التضحيات والبطولات، إلى حين فتح باب أخر للحركة الوطنية الفلسطينية في الانتفاضة الأولى.
الرابط المختصر https://arabictrend.net/?p=5496