كشفت دراسة ألمانية عن قيام نبات “ديونايا موسيبولا” بإنتاج “الكهرباء” من خلال آلية حساسة جدًّا، موضحة سبب قيامه بهذا الأمر.
جاء ذلك خلال دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية “بلوس بيولوجي”.
وينتمي نبات “ديونايا موسيبولا” ينتمي إلى فئة “النباتات آكلة اللحوم”.
وتوجد هذه الفئة من النباتات في منطقة صغيرة من المناطق الساحلية في ولايتي نورث وساوث كارولينا بالولايات المتحدة.
وبحسب الدراسة فإنّ هذا النوع من النبات، المعروف أيضًا باسم “خَنَّاق الذباب”، بقوم اصطياد أهدافه الطائرة عند اقترابها منه.
وقد عمد باحثون من جامعة فورتسبورغ الألمانية لأول مرة إلى وصف الآلية التي يستخدمها هذا النبات.
وقد وجدوا أنّ نبات “ديونايا موسيبولا” يمتلك أعضاء شديدة الحساسية، عبارة عن شعيرات حسية تقوم بتسجيل حتى أضعف المحفزات الميكانيكية، مثل وقوف حشرة على النبات.
ووجدوا أنّ هذه الشعيرات تقوم بتضخيم هذه المحفزات الضعيفة وتحويلها إلى إشارات كهربائية تنتشر بسرعة عبر الأنسجة النباتية.
وقدّم الباحثون وصفًا تفصيليًا لآلية اصطياد هذا النوع من النبات للذباب، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
وقالوا إنّ لدى نبات “ديونايا موسيبولا” مصيدة تتكون من نصفين، تحمل كل مصيدة منهما ثلاث شعيرات حسية.
وأضافوا “عندما تنثني الشعيرات عن طريق اللمس بسبب وقوف ذبابة، تتولد إشارة كهربائية في قاعدة الشعيرات، التي يوجد فيها القنوات الأيونية التي تتفتح بسبب تمدد غشاء غلافها وتصبح موصلة للكهرباء”.
وتابعوا “يعمل الجزء العلوي من الشعر الحسي كرافعة تضخم التحفيز الذي تسببه حتى أخف الفرائس”.
وتحدّث راينر هيدريش، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة فورتسبورغ.
وقال هيدريش “وفقا لما رصدناه، فإن الشعيرات الحسية تعمل على تحويل التحفيز الميكانيكي إلى إشارة كهربائية تنتشر منها، فيؤدي ذلك لانغلاق المصيدة”.
وتابع ” وبناءً على تقييم حجم رد الفعل الذي تثيره الفريسة أثناء محاولاتها تحرير نفسها، يقدر النبات آكل اللحوم ما إذا كانت الفريسة كبيرة بما يكفي، وما إذا كان الأمر يستحق تحريك عملية الهضم المتقنة”.
وأشار التقرير إلى أنّ الفريق البحثي حصد حوالي ألف شعيرة حسية من نبات “ديونايا موسيبولا”؛ لمعرفة الأساس الجزيئي لهذه الوظيفة الفريدة.
كما شرع الباحثون في تحديد الجينات المسؤولة عن هذ الأمر.
ويقول هيدريش “لاحظنا أن بصمة الجينات النشطة في الشعر الحسي تختلف عن بصمة أنواع الخلايا الأخرى في المصيدة”.
وأضاف “وجدنا أن تحويل الحافز الميكانيكي إلى كهرباء مسؤولية القنوات الأيونية التي يتم التعبير عنها في الشعر الحسي والموجودة حصريًا هناك”.
وتابع “وجدنا أنه دون هذه القناة، يتم فقد الاستثارة الكهربائية للشعر الحسي، بما يعطل المصيدة الخاصة بالنبات”.
اقرأ أيضًا |