سلّطت مجلة أمريكية الضوء على القيادي الفلسطيني البارز محمد دحلان المفصول من حركة “فتح” والذي يعيش منذ نحو عشر سنوات في دولة الإمارات بعد هروبه من الضفة الغربية المحتلة.
وقالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إنّ دحلان أصبح “اليد الخفية” للإمارات.
وأوضحت بأنّه عمل مستشارًا موثوقًا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الذي منحه ملجأ بعدما طرد من رام الله.
وذكرت أن بن زايد ودحلان يمارسان عقب مغيب الشمس لعبة قيادة السيارات على الطريق الصحراوي السريع في أبو ظبي وهما يستمعان للأغاني العربية المفضّلة لهما.
وبيّنت أنّ هذه العلاقة الوثيقة جعلت من القيادي الفلسطيني الهارب بمثابة اليد الخفية ومهندس اتفاقات التطبيع الأخيرة بين دول عربية والكيان الإسرائيلي.
ولفتت إلى أنّ دحلان تحوّل خلال هذه الفترة القصيرة من رجل يلاحقه العار عام 2011 إلى مرشح لرئيس محتمل للسلطة الفلسطينية خلفًا لمحمود عباس.
وقالت إنّ دحلان وجد طريقه للانتقام من رئيس السلطة محمود عباس الذي وصفته المجلة بـ”الرجل العجوز”.
ورفض الرئيس الفلسطيني استلام طائرتي مساعدات طبية قدّمت من الإمارات في أغسطس الماضي بعدما هبطتا في مطار بن غوريون الإسرائيلي.
كما رفض عباس اتفاق التطبيع بين أبو ظبي و”تل أبيب” واعتبره “طعنة في الظهر”.
ويبلغ عباس من العمر 84 عامًا، ويتّخذ موقفًا رافضًا لـ”صفقة القرن” الأمريكية.
وتسبّب رفض عباس في “نفور” حلفائه الخليجيين عن دعمه، خاصة المملكة السعودية والإمارات.
وتقول المجلة إنّ محمد دحلان قد تعلّم من تجربته في السياسة الفلسطينية وعلاقته مع واشنطن، مشيرة إلى إعجاب الإدارة الأمريكية في عهدي بيل كلينتون وجورج دبليو بوش به.
وأشارت إلى تاريخ دحلان في خان يونس وسجنه أثناء الانتفاضة وتعلمه اللغة العبرية في السجون الإسرائيلية.
كما تعرّض التقرير إلى حصوله على ثقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ليصبح يده ضد الإسلاميين في قطاع غزة بعد اتفاق أوسلو عام 1993.
وذكر أنّ الخلافات دبّت بين دحلان وعباس عقب وفاة عرفات.
كما لفت إلى أنّ الاتهامات المتبادلة بينهما حول مسؤولية اغتيال الزعيم الفلسطيني، وسيطرة حماس على قطاع غزة، أجبرت دحلان على الهرب من الأراضي الفلسطينية.
ونوّهت إلى أنّ محكمة فلسطينية أصدرت عام 2014 حكمًا غيابيًا على دحلان.
كما أصدرت محكمة أخرى عام 2017 حكمًا آخر بتهم الاختلاس.
وقالت الصحيفة إنّ محمد دحلان يعيش حاليًا في الظل حيث يبني عشّه في أبو ظبي.
وبيّنت أنّه يقّدم النصائح للقيادة الإماراتية بشأن التعامل مع القضية الفلسطينية.
ولفتت إلى أنّه استطاع “وضع أصبع أو اثنين” في دراما خلافة عباس كرئيس للسلطة حال وفاته.
واختتمت بالقول إنّ مسألة وراثته لعرش السلطة الفلسطينية غالبًا سيعتمد على نتائج الانتخابات الأمريكية.
اقرأ أيضا|
أحمد موسى للفلسطينيين: “اللي يقرب من حدودنا يتفرم” (فيديو)
الرابط المختصر https://arabictrend.net/?p=9387