يومًا وراء يوم تتزايد حالة الغليان في لبنان الغارق في المشكلات الاقتصادية والسياسية، وتسود خشية من أن تتفجّر حالة الاحتقان بين الأطراف المتناحرة إلى غضب عارم في الشارع يدفع ثمنها الوطن والمواطنين.
وفي أحدث هذه الإنذارات، شهد الشارع اللبناني تنظيم مظاهرات ومظاهرات مضادة؛ ما دفع الجيش اللبناني إلى التدخّل وإقامة حاجز بين التظاهرتين.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية فإنّ ناشطون نظّموا مظاهرة للتنديد بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية، والمطالبة بكشف ملابسات انفجار مرفأ بيروت.
وتوجّه هؤلاء المتظاهرون المعارضون للرئيس اللبناني ميشال عون من قصر العدل شرقي بيروت باتجاه قصر بعبدا الرئاسي الواقع في الضاحية الشرقية للعاصمة اللبنانية.
ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية، وردّدوا شعارات مندّدة بالطبقة السياسية الحاكمة، وطالبوا باستقالة عون.
كما هتفوا بشعارات “ارحل” و “ثورة”، إضافة إلى شعار انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول “كلن يعني كلن”.
وأثناء سير المتظاهرين المعارضين لعون على الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري، وتحديدًا على بعد نحو 3 كلم منه، قطعت قوات مكافحة الشغب في الجيش الطريق أمامهم.
وجاءت خطوة الجيش بقطع الطريق أمام المتظاهرين المعارضين لعون بسبب تنظيم آخرين مظاهرة مؤيّدة للرئيس اللبناني.
ونظمّ متظاهرون محسوبون على “التيار الوطني الحر” مظاهرة مؤيّدة للرئيس عون أمام القصر الرئاسي في بعبدا.
وخشي الجيش من وقوع اشتباك بين طرفي التظاهرات؛ فقطع الطريق بينهما، وأطلق عدّة أعيرة نارية في الهواء.
وردّ المتظاهرون بإلقاء الحجارة على قوات مكافحة الشغب التي لاحقتهم وضربتهم بالعصى.
وأسفرت الاشتباكات عن وقوع إصابات في صفوف المحتجين.
وعلى إثر هذه الأحداث التي شهدها لبنان أصدر الجيش توضيحًا يشرح فيه ملابسات الحادث.
وقال الجيش اللبناني في تغريدة عبر تويتر “إنّه عمل على تشكيل حاجز بشري؛ للفصل بين تظاهرتين في محيط القصر الجمهوري”.
وأضاف بأنّه “اضطر” إلى إطلاق النار في الهواء بعدما قام متظاهرون برشق عناصره بالحجارة وضربهم بالعصي وحاولوا الوصول إلى القصر الجمهوري.
يذكر أن العاصمة اللبنانية بيروت شهدت في 4 أغسطس الماضي يوما داميًا جرّاء انفجار ضخم وقع في مرفأ بيروت.
وخلّف الانفجار 192 قتيلًا وأكثر من 6 آلاف جريح وعشرات المفقودين.
كما أوقع دمارًا ماديًا هائلًا وخسائر تقدّر بنحو 15 مليار دولار.
وفاقم الانفجار من الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان والتي تعدّ الأسوء في تاريخه الحديث.
وقد كلّف الرئيس عون، في 31 أغسطس الماضي، مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة.
وتزامن تكليف أديب مع الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تتهمه أطراف لبنانية بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلادهم.
اقرأ أيضا| ماكرون يهدد زعماء لبنان.. هل عاد الاستعمار الفرنسي بشكل جديد؟
الرابط المختصر https://arabictrend.net/?p=8369