يبدو أن دولة اليمن مقبلة على مستقبل غامض، في ظل التناقض بين موقف الحكومة التي تتمسك بخيار “الدولة الاتحادية”، والمجلس الانتقالي الذي يصر على التقسيم بدعم إماراتي.
ورغم مرور 3 عقود على إعلان الوحدة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي، وتحديدا منذ الثاني والعشرين من مايو 1990، بعد الدمج السريع للمؤسسات السياسية والاقتصادية، إلا أن المستقبل يبدو غامضا داخل البلاد بشأن الوصل للدولة الاتحادية.
وقوبل إعلان الوحدة وقتها بترحيب عربي ودولي، إلا أنه بحسب خبراء لم يوفر الطرفان مناخا سياسيا ملائما لقيادة اليمن إلى الرخاء والاستقرار.
ولكن بعد حوالي 3 سنوات من الوحدة، اندلعت أزمة في النظام السياسي، بين زعيم الشمال علي عبد الله صالح من جهة، وزعيم الجنوب علي سالم البيض من جهة أخرى، وفي مايو 1994 تطورت الأمور وأصبحت هناك حرب شاملة، وبدأ إعلان العودة للتقسيم.
وبعد حوالي شهرين من القتال بين الطرفين، نجحت قوات صالح بدعم من قيادات عسكرية جنوبية بهزيمة الحزب الاشتراكي، وفرض سيطرتهم الكاملة على المحافظات الجنوبية.
حرب الانفصال
وبخصوص هذا الأمر، أكد مختصون وخبراء أن النتيجة التي أفضت إليها “حرب الانفصال”، وفّرت مناخا مناسبا لتحقيق العدالة الاجتماعية، غير أن نظام الرئيس صالح تم اتهامه بالاستحواذ على السلطة وإحكام قبضته على كل شيء في البلاد.
ولعل أكبر دليل على ذلك هو فشل قوى المعارضة في إزاحة صالح عن عرشه من خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2006، والتي فاز بها صالح باكتساح على حساب المرشح فيصل بن شملان، وسط اتهامات بحدوث “تزوير” في النتائج.
حراك والإطاحة بصالح
وفي 2007، نظّم عدد من المتقاعدين العسكريين حراكا سلميا، برفع شعارات مطالبة بإصلاحات اقتصادية ومدينة، في ظل حالة التذمر العام في البلاد.
لكن نظام صالح تجاهل بشكل عام مطالب الحراك، بعدما لجأ لقمع الاحتجاجات، ورفضها، حتى وصل الأمر للمطالبة الواضحة بـ”إلغاء الوحدة”.
بعد ذلك جاءت ثورة الشباب اليمنية في 2011، التي أطاحت بصالح من الحكم، وأنتجت نظاما سياسيا جديدا، كما دفعت بصعود أول رئيس جنوبي للحكم منذ إعلان الوحدة عام 1990، وهو عبد ربه منصور هادي.
غير أن الأمور لم تسر على ما يرام، إثر اقتحام المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، العاصمة “صنعاء” عام 2014، بعد صراعات قوية مع القوات الحكومية.
وازدادت الأوضاع توترا في اليمن خلال السنوات القليلة الماضية، بعد تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعم إماراتيا.
وشرع المجلس الانتقالي في اتخاذ سلسلة من الخطوات التصعيدية، وصولا لإعلان ما سماه “الإدارة الذاتية” للجنوب اليمني في 26 أبريل الماضي، وهو ما رفضه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي طالب المجلس بالتنازل عن العناد و”الجنوح للحق”.
الرابط المختصر https://arabictrend.net/?p=5610