في خطوة مفاجئة، قام رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي مساء الإثنين بإقالة وزير الثقافة التونسي وليد الزيدي من منصبه.
وجاء قرار المشيشي إقالة الزيدي إثر خلاف بشأن رفض الأخير تنفيذ قرارات الأول المتعلّقة بمكافحة فيروس “كورونا” الوبائي في تونس.
وذكرت رئاسة الحكومة في بيان صحفي أنّ المشيشي أقال وزير الثقافة التونسي من منصبه.
وكلّف رئيس الحكومة التونسية وزير السياحة حبيب عمار بتسيير وزارة الثقافة بالنيابة.
ولم يذكر البيان أيّ تفاصيل أخرى عن سبب إقالة الزيدي.
وجاء قرار إقالة الزيدي من منصبه بعد تصريح أدلى به يوم الإثنين أكّد فيه مواصلة وزارة الثقافة تنظيم الأنشطة والاحتفالات التي تنظّمها وتشرف عليها.
واعتبر تصريح وزير الثقافة التونسي بمواصلة الأنشطة بمثابة رفض لقرار رئيس الحكومة الذي دعا إلى حظر تلك الأنشطة من أجل مكافحة فيروس “كورونا”.
ولم يكتف الوزير بهذا التصريح، بل شارك أيضًا في قفة احتجاجية.
ونظّم الوقفة الاحتجاجية يوم الاثنين عدد من الفنانين والمثقفين في مدينة الثقافة وسط تونس العاصمة.
وأعلن الزيدي تضامنه مع الفنانين، مؤكّدًا أنّ وزارته لم تقم بإصدار أي بيان بشأن تعليق الفعاليات الثقافية والفنية.
كما أكّد عدم منع وزارته للأنشطة الثقافية في البلاد.
وقال الوزير الزيدي: “نحن نشرف على وزارة الثقافة، ولسنا وزارة تنفيذ بلاغات رئاسة الحكومة”.
وعقب قرار المشيشي بإقالة وزير الثقافة التونسي نظّم عدد من الفنانين والمثقفين التونسيين يوم الإثنين وقفة احتجاجية للتنديد بالقرار.
وشدّد المشاركون في الوقفة على أنّ قرار إقالة الزيدي من منصبه “قرار مجحف”.
يشار إلى أنّ رئيس الحكومة التونسية أعلن في كلمة تلفزيونية عن حزمة من الإجراءات لمواجهة تفشّي وباء “كورونا” في البلاد.
وتضمّنت الإجراءات قرار حظر الفعاليات الثقافية خلال الأسبوعين القادمين؛ بهدف مكافحة الوباء.
ويعتبر قرار المشيشي بإقالة الزيدي الأول من نوعه في حكومة “التكنوقراط” منذ استلامها مهامها بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وهذا ليس الحادث الأول بين الزيدي والمشيشي.
ففي 27 أغسطس/آب الماضي، أصدر المشيشي قرارًا يقضي بالتخلي عن وزير الثقافة الكفيف.
وجاء قرار رئيس الحكومة بعدما صرّح الزيدي آنذاك بأنّه “متعفف عن المنصب”.
لكنّ الزيدي أكّد لاحقًا عقب قرار المشيشي أنّه لم يكن يقصد من كلامه “الاستقالة” من منصب وزير الثقافة التونسي .
ولقي الوزير الكفيف في حينه دعمًا من الرئيس التونسي قيس سعيد.
وعلى إثر ذلك، تراجع رئيس الحكومة عن قراره واستكمل الزيدي مهامه كوزير للثقافة.