سلّط تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” الضوء على ما وصفته بـ”خيانة” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإثيوبيا في أزمة سد النهضة ووقوفه إلى جانب مصر.
وذكر التقرير أنّ منتقدي ترامب أنّ أزمة سد النهضة تمثّل أكبر فشل دبلوماسي لإدارته في إفريقيا.
وأوضح أنّ ذلك يأتي في ظل تصاعد التوتر بين الحليفين الأمريكيين في أفريقيا مصر وإثيوبيا.
وكان ترامب قال الأسبوع الماضي إن مصر قد “تفجر” السد الذي بنته إثيوبيا.
وترى مصر في السد “تهديدًا وجوديًا” لبقائها ، وهو قلق يشترك فيه السودان، وإن كان بدرجة أقل.
من ناحية أخرى، تعتبر إثيوبيا السد حيويًا لاحتياجاتها من الطاقة.
وقال المحلل الأمني لمنطقة القرن الأفريقي المقيم في كينيا رشيد عبدي إن الوساطة الأمريكية بشأن سد النهضة فاقمت التوترات بين مصر وإثيوبيا.
وقال عبدي “إثيوبيا تعزز الأمن حول السد”.
وبيّن أنّ الإجراءات الدفاعية الإثيوبية تشمل “إعلان منطقة بني شنقول- جوموز حيث يقع السد، مجالا جويا مقيدا”.
وتابع “هناك تقارير أيضًا عن قيام اثيوبيا بوضع بطاريات مضادة للطائرات حول السد”.
وأشار إلى الخشية الإثيوبية من قيام مصر “برحلات استطلاعية”.
واعتبر المحلل الأمني أنّ هذا يظهر فشل ترامب في فهم كيفية عمل الدبلوماسية العالمية.
ورعت الإدارة الأمريكية مفاوضات لحل أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، لكنّ إثيوبيا انسحبت منها بشكل مفاجئ دون توقيع على الاتفاق.
واتُّهمت إثيوبيا بالتفاوض بـ”سوء نية” بعد قرارها بالمضي قدما في ملء السد قبل معالجة مخاوف مصر والسودان بشأن تدفق المياه إلى بلديهما.
وعلى إثر الانسحاب، قررت الولايات المتحدة قطع 100 مليون دولار من المساعدات إلى إثيوبيا.
وتعدّ إثيوبيا ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في إفريقيا.
كما تعدّ أديس أباب حليفًا رئيسيًا لواشنطن في الحرب ضد “الإسلاميين المتشددين” في منطقة القرن الأفريقي المضطربة.
وقال عبدي “إثيوبيا تشعر بالخيانة من قبل أمريكا، وترامب الآن شخصية مكروهة لكثير من الإثيوبيين” لموقفه من سد النهضة .
وذكر أنّ الإثيوبيين يأملون في فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر.
ويشير المحلل الأمني إلى أنّ ثمّة قلق إضافي بشأن تأثيرات سياسات ترامب على إفريقيا هو “الحرب الباردة الجديدة” بين الولايات المتحدة والصين.
وأضاف عبدي: “في عهد ترامب اتّبعت الولايات المتحدة سياسة عدوانية معادية للصين بينما أصبحت الصين قوة حازمة بشكل متزايد”.
وتابع بأنّ إدارة الرئيس الأمريكي “خلقت وضعًا خطيرًا في القرن الأفريقي”.
وأشار التقرير إلى علاقة ترامب بالرئيس المصري عبد الفتاح السياسي الذي وصفه ذات مرة بأنه “الديكتاتور المفضل لديه”.
وفسّر دبليو جيود مور، الزميل السياسي البارز في مركز التنمية العالمية ومقره الولايات المتحدة، سبب انحياز الولايات المتحدة إلى مصر في أزمة “سد النهضة”.
وقال مور إنّ قرار إدارة ترامب بالوقوف إلى جانب مصر لم يكن مفاجئًا.
وأوضح أنّ الإدارة الأمريكية كان لها هدف دولي أكثر قيمة يتمثّل في التقارب بين “إسرائيل” ودول الجامعة العربية.
وأشار إلى أنّ إدارة ترامب لا ترغب باستفزاز مصر من أجل الحصول على دعم السيسي للضغط على دول عربية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا |
إثيوبيا تحذر مصر من الإقدام على أي عمل عسكري بشأن سد النهضة
لماذا يعتبر سد النهضة “نكبة” مصر الحديثة؟
الرابط المختصر https://arabictrend.net/?p=9319